العثور على الأصوات وسط الصمت

ساره طيّاره

 

من 23 الى 27 كانون الثاني/ 2019 قمت بزيارة الى الريحانية وهي بلدة تركية صغيرة تقع على الحدود مع سوريا. خلال ذلك الأسبوع زرت مركز التأهيل الطبي (MEC) واستطعت مقابلة بعض اللاجئين السوريين وسماع قصصهم، وكانوا جميعا من ضحايا الحرب السورية. ورغم ان زيارتي كانت قصيرة الا انني تعرضت لصدمات عديدة، جعلتني حزينة للغاية ولم اصدق ما رأيته وسمعته، انّ ما تعرض له هؤلاء الابرياء كان فوق التصور. ولكن ما اثار اعجابي هو شجاعتهم وجرأتهم التي بدت واضحة خلال حواري معهم.

مركز التأهيل الطبي: التزام لا يتزعزع

تم أخذي باليوم الأول في جولة في المركز لرؤية العمل الذي قامت به MEC. كنت اعتقد أنني اعددت نفسي لما كنت على وشك الاطلاع عليه. أعلم أن التعرف على كفاح ومصاعب اللاجئين السوريين سيكون أمرًا صعبًا، ولكني اعتقدت أنني مستعدة له. ان امكانية الاستماع إلى هذه القصص والاطلاع (حتى لو بشكل هامشي) على معاناة هؤلاء المدنيين الأبرياء الذين أُلقوا رغم انوفهم في خضم الفوضى والدمار، لا يقدر بثمن. ولكني اكتشفت ان كل محاولاتي للاستعداد لما سأسمعه كانت غير مجدية.

عندما وصلت إلى MEC، احسست بشعور غريب، فعلى الرغم من كوني سوريًة فقد شعرت في البداية وكأنني غريبة، فقد التقيت بسوريين آخرين تعرضوا لأنواع من الصدمات القوية والمرعبة جدًا لدرجة أنني لو لم اسمعها منهم مباشرة لحسبتها نسجا من الخيال المرير. لكن هذا الشعور لم يدم طويلا فعندما كنت أتجول في المركز، أدهشني الكم الهائل من العمل المنجز لإعادة تأهيل ضحايا الحرب السورية، من خلال تقديم خدمات كثيرة كالعلاج الفيزيائي على سبيل المثال. وما اثار اعجابي تفاني المتطوعين وتسخير أنفسهم لمساعدة المرضى، وما يفاجئك أكثر الابتسامات التي تراها على وجوه كل من تمر بهم في الممرات والتي لم تكن كأي ابتسامات صادفتها في حياتك سابقا. لقد كانت ابتسامات خجولة تحمل في طياتها ما تعرض له أصحابها من الخذلان، ولكنها تتشبث أيضًا ببقايا صغيرة من الأمل، وهذا ما ترك صدى كبيرا في نفسي. فعلى الرغم من سنوات الألم والعذاب، لم ينكسروا بكل معنى الكلمة.

عندما رافقتني رئيسة الممرضات في جولة حول المبنى وقدمتني الى العديد من المرضى، شرحت لي ان هذه وضع الحالات التي اراها الان، أفضل بكثير عما كانت عليه عندما وصلت لأول مرة إلى الريحانية. ومن خلال جولتي في المركز، أدركت تماما أن الواقع كان أسوأ بكثير مما كنت اتوقعه!

تجولت في قاعات العلاج الطبيعي والمركز التعليمي حيث يتم تدريب الرجال والنساء على تعلم مِهَن مختلفة من خلال دورات مهنية في مجالات مثل علوم الكمبيوتر والترميز والخياطة والنجارة وغيرها لمساعدتهم على تحقيق الاكتفاء الذاتي. وفي نهاية اليوم قابلت أربع ضحايا من النساء الشجاعات الصامدات: جهيدة السعيد، نهى منصور، هيام رمضان، فاطمة خديجة. فعلى الرغم من خذلان الحكومة السورية والمجتمع الدولي لهن فقد زاد اصرارهن لتوصيل صوت الحق الى اوسع نطاق.

 

" وجدت نفسها ملقاة هناك عاجزة ككتلة من اللحم رميت على الأرض"

في اليوم الثاني قابلت جهيدة من محافظة إدلب. بدأت قصة جهيدة عندما ازدادت الهجمات وساء الوضع في إدلب لدرجة أنها هربت إلى تركيا مع زوجها وأطفالها الأربعة وأختها الحامل. أول ما أخبرتني به جهيدة هو مدى سعادتها لأنها استطاعت البقاء مع عائلتها في البداية على الأقل رغم فوضى الحرب. كانت عينا جهيدة تشع عندما تتذكر عائلتها. أخبرتني كيف أنه على الرغم من رغبة عائلتها وحماسهم للعودة إلى الوطن بعد هروبهم الى تركيا، فإنها لم تكن لسبب ما تشعر بنفس الشعور، بل كانت تشعر بالانقباض. وعندما أخبرت جهيدة عائلتها بانها غير مرتاحة للعودة الى البلد وأنه من الافضل أن يبقوا في تركيا قالوا لها انها متخوفة أكثر من اللازم. أخبرتني كيف أعطت أولادها هوياتهم وطلبت منهم أن يحتفظوا بها، أوصتهم في حال حصول أي مشكلة ان يخرجوا من السيارة ويركضوا بأقصى سرعة حتى يجدوا من يساعدهم، كما اوصتهم ان لا يفكروا بها أو بوالدهم، وان يهتموا بأنفسهم وببعضهم البعض. لم يمض وقت طويل بعد نطق تلك الكلمات حتى حصل ما كانت تحسب حسابه. فقد سقطت قذيفة على سيارتهم وخلال لحظات طارت جهيدة وعائلتها حوالي 15 متر في الهواء ثم سقطوا على الأرض. لم تعد جهيدة ترى سوى السواد، ورغم ذلك فكل ما كانت تفكر به هو الاطمئنان على اطفالها واختها الحامل. اخبرتني جهيدة كيف تحول الجميع الى كتل من اللحم ملقاة على الأرض بلا حراك. لمست من حديثها وهي تقص لي ما حدث مقدار العجز  والقهر والظلم الذي كانت تشعر به وقتها.

عندما بدأت جهيدة تستعيد وعيها شاهدت ذراعا وساقا بقربها ثم تبين لها انهما ساقها وذراعها منفصلين عنها، ومع ذلك فلم تكن تفكر في تلك اللحظة سوى بان تطمئن على أولادها. وبينما كانت تستدير للبحث عنهم شاهدت على بعد أمتار قليلة بركة من الدماء وفي وسطها جثة اختها ووليدها وقد فارقت الحياة. هناك وعلى الأرض استلقت ضحية العالم للظلم والاضطهاد.

احست جهيدة بغطاء يلقى عليها ثم وجدت نفسها على ظهر شاحنة كان الألم الذي يعتصرها مختلف وأكثر قوة، فقد ادارت بصرها لترى صغيرها بقربها حاولت ان تكلمه لتهدئته ولكنه كان بلا حراك، لقد أسلم الروح لبارئها. فحولت رأسها الى الطرف الاخر للبحث عن البقية فتسمرت عينيها على ابنتها الصغيرة عالية، كانت عينيها نصف مفتوحة وعلى وجهها ابتسامة وللحظة احست جهيدة بالأمل بان تكون طفلتها بخير وحاولت ان تكلمها ثم تبين لها انها قد فارقت الحياة أيضا. ودار في ذاكرتها ما كانت تقوله لها صغيرتها قبل دقائق من القصف عندما أصبحوا داخل سوريا (ماما نحن في بلدنا لماذا لا تشعرين بالسعادة)، حتى لحظات الحزن والالم لم تستمر فقد جاءتهم قذيفة أخرى وأغمي عليها من جديد. عندما عادت الى وعيها وجدت نفسها في المستشفى، وأخبرها الأطباء بأنها الوحيدة التي نجت وأنها فقدت جميع افراد عائلتها.

غير ان الشيء التالي الذي قالته لي جهيدة بعد ذلك أثر بي بطريقة لا توصف، لقد اخبرتني أن الكرامة والاحترام المفترضين للحياة البشرية والتي كانت تسمع عنهما دائمًا لم يكونا سوى كذبة كبيرة. اخبرتني جهيدة انها ترعرعت على ان الجيش هو الذي يحمي الشعب الا في سوريا كان الجيش هو قاتله .

عندما تشعر جهيدة باليأس والاحباط تذكر نفسها أن المطاف قد انتهى بعائلتها في وطنهم تمامًا كما أرادوا، وأن أيا منهم ليس لوحده وقالت "لقد ُدفنت ذراعي مع بناتي الثلاث ودُفنت ساقي مع زوجي وابني. لذا  أعزي نفسي بأن  جزء صغير منا سيكون دائمًا معًا ... "

 

"الإذلال النفسي لا يطاق تماما كما الألم الجسدي"

في اليوم الثالث تحدثت الى نهى من ريف حماه الشمالي. قصة نهى كانت منفصلة عن الواقع تماما وانتهاكات حقوق الإنسان التي واجهتها لا تعرف حدودا. في عام 2016، كانت نهى تقف على شرفتها مع طفليها عندما سقطت قذيفة على منزلها، مما تسبب في انفجار جرة الغاز التي بقربها على جسدها بالكامل. على الرغم من النيران المشتعلة بجسد نهى، إلا أن غريزة الأمومة دفعتها للتأكد مما إذا كان أطفالها قد تأثروا. بمجرد أن رأت أن الحريق لم يصل إليهم، بدأت في الجري بعيدا عنهم لحمايتهم من حرارة النار. في ذلك الوقت بدأ ابنها الأصغر الذي كان عمره عام ونصف في الزحف نحوها، لكن الطفل البالغ من العمر 3 سنوات أوقفه، وأخبره ألا يقترب أكثر.

عندما اخمدت النار، كانت نهى قد عانت من حروق من الدرجة الثالثة والرابعة على جسدها بالكامل. لقد كانت عبارة عن بقايا مما كانت عليه من قبل. فقدت شعرها وحاجبيها ورؤيتها. اكلت النيران من جلد نهى وعظامها وعضلاتها، مما تسبب في فقدان أصابع يدها اليمنى وعانت في البداية من شلل في كل جسدها .عند حديثي مع نهى أوضحت لي ان حالتها الأن افضل بكثير من السابق  بفضل عدة عمليات تكفلت بها MEC. حاليا استعادت نهى نظرها وبدأت في المشي بمفردها ويمكنها التحدث . لكن هذا لم يغير أن حياتها القديمة ليست سوى مجرد حلم بعيد المنال.

عندما حكت لي نهى ما مر بها، شعرت في البداية أنها كانت تروي سلسلة متقطعة من الأحداث.مع الذكريات وسرد الاحداث بدأت الدموع تتدفق على وجهها، لكن إصابتها منعتها من مسح دموعها بمفردها. بينما انا كنت امسح دموعها، شرحت لي نهى العذاب الذي عاشته في بيتها بعد الحرق. أخبرتني كيف طلقها زوجها وتزوج إمرأة أخرى. وأنها عاشت لفترة مع زوجها وزجته الثانية قبل ان تدخل الى MEC (مركز التأهيل الطبي في الريحانية).  ألقت عائلتها باللوم على زوجها لانه كان يبيع جرات الغاز وتركهم دون حماية، وأخبروه أنه هو المسؤول عنها. شرحت لي نهى كيف كانت تشعر انها بلا كرامة وانه غير مرغوب بها وكيف كان يتم تقاذفها من مكان الى اخر. اعتمادها الكامل على زوجها السابق وزوجته الجديدة جردها تماما من كرامتها. لقد كان مستوى الإذلال الذي شعرت به يعادل تقريبًا المها الجسدي. قالت انهم كان يصرخون عليها وحاولوا تقليب ابنها ضدها وأخذوا يخوفونه منها، وعندما لم ينجحوا بذلك، غضبوا عليها وتوقفوا عن اخذها الى مركز العلاج الفيزيائي .واكثر من ذلك كان زوجها يقول انها لاتستحق التحويل الذي يصرفه لها الصليب الأحمر وكان يصرفه على نفسه و على إمرأته الجديدة.

ما صدمني واثار الغضب بداخلي وانا استمع الى نهى وهي تسرد قصة معاناتها، انها كانت فقط تكبرني بعام واحد. كانت المسكينة تروي معاناتها والدموع تتلاشى على وجنتيها، فقد كان فالعنف التي شهدته لم يكن نفسي فقط، بل جسدي أيضاً  وصولاً الى حرمانها من الطعام. كان ابنها يساعدها عندما يتمكن ولكنهم كانو يضربونه هو أيضا إذا امسكوا به يساعدها. عند هذه النقطة، غرقت نهى في بحر من الدموع .بدأت نهى تخبرني ان طفلها الأصغر اخذوه ليعيش مع اهل زوجها السابق في ضواحي حماة ورفضوا اعادته اليها وقالوا لها انه ليس لها الحق به لأنهم هم من قاموا برعايته بعد الحادث. وحتى ان الطفل لم يعد يعرفها بسبب اصاباتها وتشوهاتها. اما طفلها الأكبر فهو يعيش مع والده وزوجته، ويقوم المركز بإحضاره كل يوم أحد ليقضي اليوم مع والدته. زوج نهى حصل على حضانة كاملة للطفل. بعد بعض التردد سألت نهى لماذا لم تحاول الحصول على الحضانة الجزئية بطرق قانونية. قالت لي انها قد انحرمت من طفل ولن تتحمل الحرمان من طفل آخر.

 

"دعها لمخيلتك وأكثر"

اثر محادثتي لجهيدة و نهى، اعتقدت انني  لن أشهد ظلماً أفظع مما خضعوا له. ولكن في اليوم الرابع، دخلت إلى نفس الغرفة التي اعتدت عليها منذ بداية الأسبوع لأجد هيام على كرسيها المتحرك في انتظاري. هيام تبلغ من العمر 60 عاما من الزبداني من ريف دمشق. أخبرتني كيف أنها لم تكن ترغب في مغادرة دمشق حتى في أكثر فترات القصف كثافة. اخبرتني ان الوضع كان خانقا ولكنها ارادت ان تبقى في وطنها الحبيب . في عام 2015 لم يعد لهيام الخيار ان تبقى او تغادر سوريا فقد سقط برميل متفجر على بيتها ودخلت في غيبوبة. عندما فتحت عينيها في المشفى، شعرت بالارتياح عندما رأت ابنتيها بجانبها وانهما خرجتا من القصف سالمتين. ولكن هيام احتاجت إلى عناية طبية لم تكن متوفرة في المشفى الذي كانت فيه. عندما بدأوا بالتخطيط لنقلها إلى مشفى اخر توقفوا لان قوات النظام اعتقلوا هيام وابنتيها و وضعوهم في السجن دون رحمة أو إنسانية، فما بها قلوبهم لا تأوى سوى الظلم و الاستبداد؟ توسلت هيام إليهم للسماح لهن بالمغادرة بسبب عمرها وحالتها الصحية، وقالت لهم أنها لم ترتكب أي خطيئة بحق النظام ولكنهم اجابوها انها فعلت الكثير، فقد قامت بتربية خائن للوطن, وأنها ستسجن هي وابنتها إلى حين يتم العثور على ابنها  الذي ارتكب جريمة "إبداء الرأي ضد النظام السوري" حسب تقرير المخابرات السورية. ان مستوى العدالة منخفض للغاية في سوريا لدرجة أن مجرد ابداء الرأي كان كافياً لتبرير هذه القدر من الظلم والاستبداد.

تم اعتقال هيام وبناتها لمدة عامين ونصف، وعندما كانت هيام تصف لي تجربتها القاسية ومعانتها في السجن كانت تغمض عينيها من ألم الماضي الحزين وكأنها تريد أن تمسحه. اخبرتني هيام ان غرفة السجن كانت تحتوي على أكثر من خمسين امرأة في مساحة صغيرة وأنها كانت بالكاد قادرة على التنفس. كان الطعام عبارة عن ماء وخبز فقط ومع الأسف الشديد الاهانة والذل وصلت إلى درجة أن الماء  في معظم الأحيان عبارة عن ماء المرحاض. عاشت هيام لمدة عامين ونصف على الأرض، بدون ضوء الشمس ولا حركة ولا رحمة، كان هذا هو العلاج الخاص الذي تلقته لحالتها الصحية وعمرها! اما بقية السجينات فكن يأخذن نوبات للوقوف والجلوس.

 عندما توقفت هيام عن الحديث لوهلة سألتها هل هي بخير وهل انتهت قصتها. فأخبرتني أنه حتى لو تحدثت لأيام فإن قصص الرعب التي عانت منها خلال سنوات سجنها لن تنتهي أبدًا ولن نستطيع ان نعرف أبدًا مدى الرعب الذي عانت منه هيام وبناتها. هناك بعض الأشياء التي لا يمكن الحديث عنها، بعض الأشياء التي حصلت في داخل السجن لا يمكن التعبير عنها ابدا، وقالت: "سأتركها لمخيلتك وربما أكثر!".

 

"ما دمت قادرة على الضحك لن ادعهم ابدا يسلبوه مني "

في اليوم الأخير، تحدثت إلى فاطمة البالغة من العمر ثمانية عشر ربيعا، كانت أصغر مني بسنتين ولكن لم تبدو كذلك بسبب متاعب العمر التي أثقلتها. شيء واحد عن فاطمة سيبقى معي إلى الأبد هو ضحكتها البريئة. إذا نظرت إلى وجهها فستعتقد أنها كانت مراهقة خالية من الهموم ولكن أنهكها جسدها المقعد وخانتها قدامها. عندما كانت تخبرني قصتها كانت تتوقف بين الفينة والاخرى للضحك، بعد فترة أصبح ضحكها مقلقًا. كانت قصتها تحطم القلب لدرجة أنه لم يكن هناك أي طريقة مناسبة للتعبير عن التعاطف معها والتخفيف عنها، ولذا كانت تضحك، لقد وجدت نفسي اتمزق وانا ابحث عن الكلام المناسب

  

في عام 2016، تغيرت حياة فاطمة البالغة من العمر 14 عامًا بطريقة لا يمكن أن يتحملها أي إنسان، ولكن هذه الطفلة عليها تحمل ذلك لوحدها. بعد ان انهت فاطمة دوامها المدرسي قررت الذهاب إلى حديقة المدرسة مع صديقاتها. وبينما كانو يتجاذبون أطراف الحديث فجأةً وبدون سابق انذار بدأت القنابل العنقودية تتساقط عليهم مثل المطر واحدة تلو الأخرى. اخبرتني فاطمة كيف دب الذعر بينهن وبدأن بالركض للبحث عن مكان امن تحت الأشجار، ولكن بلا جدوى. أصيبت فاطمة إصابات بليغة أدت الى إزالة كليتها اليمنى والى تلف في النخاع الشوكي تسبب لها بشلل كامل. وعلى الرغم من التحسن الجزئي نتيجة العلاج الطبيعي، الا انها مازالت لا تستطيع المشي بمفردها.

بينما كانت فاطمة تروي لي حكايتها كانت تضحك بهستيريا، كنت انظر اليها واتساءل هل عليّ ان اسالها عن سبب ضحكها المستمر ام لا؟ ثم قررت ان اسال فأجابتني انها ان لم تضحك فسوف تبكي. سوف تبكي على صديقاتها اللواتي قتلن امامها، سوف تبكي على ساقيها المشلولتين، على طفولتها التي فقدتها ولن تسترجعها ابدا.

قالت فاطمة "لقد سلبوني كل ما كان من الممكن ان يكون في حياتي، وما دمت قادرة على الضحك لن ادعهم ابدا يسلبوه مني!".

Read in English

اشترك في القائمة البريدية
الرجاء اضافة البريد الإلكتروني الخاص بكم في الحقل أدناه للحصول على النشرة الإخبارية الخاصة بمركز جنيف الدولي للعدالة

اكتب لنا شكواك