في الذكرى التاسعة عشرة لغزو العراق وإحتلاله
مركز جنيف الدولي للعدالة يدين إزدواجية المعايير للمجتمع الدولي
19/3/2022
اليوم، بعد 19 عاماً بالضبط من غزو العراق، من قبل الولايات المتحدّة والمملكة المتحدّة في 20 آذار/ مارس 2003، لا يزال الشعب العراقي ينتظر تحقيق العدالة. يجب أن يعترف المجتمع الدولي بمعاناته الهائلة ويجب محاسبة جميع المسؤولين عن الغزو والإحتلال.
في الأسابيع الأخيرة، أدنا جميعاً من التدخل الروسي غير القانوني في أوكرانيا، حيث الخسائر الكبيرة في الأرواح. في هذا الصراع، كما في غيره، يدفع المدنيون الأبرياء الثمن الباهظ للحرب. ولقد أدانت معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وكذلك هيئات الأمم المتحدة المختلفة، الغزو وأعلنت أنه يمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي. وبينما نتفق مع هذا الموقف، إلاّ أنّه يؤكدّ ازدواجية المعايير: حيث يدين المجتمع الدولي روسيا لغزوها أوكرانيا ولكنه يظلّ صامتاً في مواجهة الغزو غير الشرعي للعراق من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
بعد تسعة عشر عامًا من غزو العراق، لا تزال البلاد في حالة دائمة من الرعب والدمار كنتيجة مباشرة للاحتلال. لم يتوقف الضرر الذي لا يمكن إصلاحه الناجم عن هذا التدخل غير القانوني بعد: فخلال الاحتلال، عانى السكان المدنيون من انتهاكاتٍ منهجية وجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء والإتّجار بالبشر والاعتقالات التعسفية، ناهيك عن المليون شخص الذين إختفوا قسرياً ولا يزال مكان وجودهم مجهولاً.
حتى اليوم، يعاني العراق من الإنهيار الذي حصل لمؤسساته بعد الغزو، والتي فشلت في توفير الخدمات الاجتماعية الأساسية والتعليم والرعاية الصحية ومياه الشرب النظيفة. فبعد تسعة عشر عاماً من الحرب، ما زالت المعايير الدنيا للحياة غير مستوفاة. ويصاحب هذه الظروف الغياب شيه التام لسيادة القانون، والإفلات الصارخ من العقاب، والفساد المتأصّل بعمق في كلّ مؤسسات الدولة، الأمر الذي زاد من صعوبة إعادة بناء العراق. يُضاف إلى كل ذلك، الأضرار البيئية الناجمة عن استخدام الفوسفور واليورانيوم المُنضّب من قبل القوات الغازية.
ولا بدّ من التأكيد على أنّ عدم محاسبة أولئك المسؤولين عن الجرائم الجسيمة التي أُرتكبت بحقّ العراق وشعبه لم يؤدِ الى إشاعة مناخ الإفلات من العقاب فحسب، بل إلى التدمير الكامل لنسيج المجتمع العراقي، بفعل النظام الطائفي الذي فرضه الإحتلال.
وحتى يومنا هذا، لم تُدن الأمم المتحدّة الغزو والإحتلال غير الشرعيين للعراق، ولا محاولات دول الجوار لتقسيمه. وبينما نرحب بكل الجهود المبذولة لمعالجة محنة الشعب العراقي، لا يسع المرء إلاّ أن يغضب من إدانة بعض الغزوات بشدة، بينما يظلّ غزو العراق غائبًا عن الأجندة الدولية.
يدعو مركز جنيف الدولي للعدالة المجتمع الدولي إلى إنشاء محكمة دولية ومستقلة للتحقيق مع المسؤولين عن التخطيط لحرب العراق وتنفيذها ومقاضاتهم، وعن انتهاكاتهم للقانون الإنساني الدولي والقانون الجنائي الدولي التي تشمل جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية. وندعو إلى أن تكون هذه المحكمة الدولية مفوّضة لإتخاذ كل الإجراءات القانونية الواجبة لضمان المساءلة وتحقيق العدالة.
Click here to read the full report in English