علي شلال القيسي
الرجل صاحب الصورة المشهورة من سجن أبو غريب في العراق
في عام 2004، تم نشر صورا لسجناء عراقيين مقيدين إلى مقاود الكلاب والأسلاك الكهربائية وتلقى ردت فعل صاخبة على الأخبار. وفقد اصبح أبو غريب بمثابة مركز للفضائح عن الجرائم التي ارتكبت, وواحد من السجون الأكثر شهرة في العالم لمدى استخدامه للعنف. في ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة تحتل العراق بعد الغزو لعام 2003، فكان يستخدم أبو غريب من جهة القوات الولايات المتحدة لاعتقال الآلاف من المواطنين العراقيين - في الظروف الأكثر وحشية وفي حالة مثيرة للاشمئزاز والغير انسانية. هذه الصورة المأساوية، التي تبين تعذيب المواطن العراقي علي شلال القيسي، قد اصبح رمز إلى الاحتلال الامريكي وما تضمنه من اجرام وكل ما وقع عليه من ظلم.
خلال العديد من المقابلات، وصف السيد الشلال محنته أثناء احتجازه في السجن. وضح أنه تم القبض عليه واحتجازه من قبل الأمريكان بسبب معارضته للغزو الأمريكي وموقفه من الاحتلال. بالرغم من انه قد كان الاحتجاج بالوسائل السلمية - بالتعاون مع الصحافة ومقرها في بغداد في بداية الاحتلال، لفضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها سلطات الاحتلال، وتحديدا، استخدام الأسلحة المحظورة. وقد كان هدفه تحقيق تغظية إخبارية من قبل الصحفيين والمراسلين لوصولهم إلى الأماكن التي قد عثر عليها جثث لتقديم الإصابات التي كانت تدل على اثبات بان قد استخدمت بعض الأسلحة المحظورة، من أجل دفعهم لتوثيق الاستخدام الظاهر من هذه الأسلحة.
بعد ان نشر المقال الصحفي الذي فصل فيه الانتهكات التي اعلن عنها السيد علي شلال القيسي، ألقي القبض عليه من قبل الأمريكان، وانحجز في مركز اعتقال ليتم التحقيق معه، ونقل إلى سجن أبو غريب - حيث تعرض لأبشع أشكال المعاملة. عندما ظهر خلال الحدث الجنبي الذي أقيم خلال الدورة ال31 لمجلس حقوق الإنسان، موضحا بانه تبين الجرح الواضح على رقبته هو من احدى الاصابات، قائلا بأن كلب جندي أمريكي قد "أكل من هذا الجزء". وذكر كذلك استخدام الكهرباء أثناء التعذيب كاأداة تعذيب، ووصف بانه كان معلقا لمدة 5 أيام متتالية - دون إعطائه أي طعام. وكل هذا بسبب مقاومته السلمية، والكشف عن الجرائم التي كانت قوات الاحتلال ترتكبها بلا محاسبة ومن غير حق.
وضح الضحية بان الإصابات ليس جسدية وحسب بل أيضا ندوب النفسية،علما بان منذ إطلاق سراحه، اضطر علي شلال القيسي، للخضوع لستة عمليات جراحية بسبب إصابات خطيرة لحقت بهم أثناء التعذيب الذي اضطر على تحمله. وأعاد تقديم للمركز جنيف الدولي للعدالة كل ما تم تقديمه من حالات موثقة، وما عرض في وسائل الإعلام، بما فيها هذه الصورة التي لا تمثل سوى جزء ضئيل من الواقع الذي لا يزال مستمر ويجري في العديد من مراكز الاحتجاز والسجون في العراق.
في كلماته، صرح السيد الشلال ان:
كان الرقم المخصص له 151'716. وقد بلغ هذا العدد من السجناء 1.2 مليون ولم يستطيع أيا من هؤلاء الناس تفادي التعرض للتعذيب وسوء المعاملة على أيدي الجنود الأمريكيين والمتعاقدين معهم.
الجندي الأمريكي ليندي انجلاند بحوزته قيد معلق بسجين في أبو غريب
وقدم ايضا السيد الشلال عديدا من الأمثلة على سوء المعاملة التي حدثت في أبو غريب، بما في ذلك يتضمن الأطفال، الذين لا تزيد اعمارهم عن 10 سنوات، كالاسير الذي اتخذ من قبل القوات الأمريكية إلى السجن، حيث امتنع من التبول لفترة طويلة من الوقت . ثم غطى الجنود عينيه، وقال له للتبول. بعدها قاموا بكشف عينيه، فقط للطفل أن يدرك انه كان في الواقع يتبول على والده. وقدم السيد الشلال مثال آخر على طفل يبلغ من العمر 9 سنوات، الذي تعرض للاغتصاب أمام والده من قبل مترجم من شركة أمن خاصة.
الجرائم البغيضة التي حدثت في السجون التي تحت سيطرة الولايات المتحدة، مثل أبو غريب، ومنذ ذلك الحين قد تم تقييدها لحد ما وتخضع للمراقبة بشكل رسمي - اخماد لسوء السلوك من عدد قليل من الأفراد. وعلى الرغم من أن هناك الآلاف من الضحايا الذين تعرضوا لسوء المعاملة, والتعذيب، والموت أثناء اعتقالهم، أدين فقط 11 جنديا بتهم متعلقة بجميع الجرائم التي تم قيامها في سجن أبو غريب، من غير ادانة اي جندي واحد بجريمة قتل المعتقلين.
تجربة السيد الشلال المأساوية في أبو غريب تحت الاحتلال الشائن والممارسات الغير إنسانية واخلاقية التي تقودها الولايات المتحدة يجب الا تتكرر. ولكن ولكن لحين ان يصبح هناك فعل مناسب وقرار حازم وملائم متخذ ضد ازدواجية المعايير من الحكومات أصحاب القوة ذات المصادر والموارد مثل الولايات المتحدة، الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان مثل هذه الحالة ستستمر وستزال تحدث.